ألم أقل لكم ؟

ورجعت أكتب تاني



اكتب اللي في نفسي بجد المرة دي



ولقيتني فتحت على نفسي وعليكم أبواب كتير



يمكن ما تعرفوش تقفلوها


الجمعة، 3 يونيو 2011

ان تكون مدرسا للغة العربية

في بلادنا معنى أن تكون مدرسا للغة العربية يساوي ان تكون فقيها
لذا تاتي الأفلام بتلك الصورة الساخرة لمدرس العربي الذي يتحدث بعربية مقعرة
ويرتدي ملابس الشيوخ
لكنها "رثة" ويتقاضى على مهنته بيضة ورغيف
لذا تخيلوا مدى الصدمة والذهول والأفواه المتدلية للأسفل
حين يفاجأ فريق العمل بمدرسة ما
بشخصي المستفز دائما
فتاة كاجوال لا ترتدي الحجاب
وتعلن بكل صفاقة أنها مدرسة للغة العربية
ربما لأن تدريس العربية (في بلادنا) يعني تدريس الدين الإسلامي (بالمرة) لم يكن هذا مستغربا منذ عقد أو عقدين
ربما لأن كل من قمن بتدريسي اللغة العربية من مدرسات كن غير محجبات
فضلا عن أن ارتداء الخمار أو النقاب
كان شيئا نادرا في مدينة كإسكندريتي
وكان له معنى انتماء سياسي معين
أعود إلى الأفواه المتدلية والعيون المغلقة باتساع عند معرفة هويتي
ليس في العمل فحسب ، ولكن ايضا حين تسالني من بجواري في مقعد الطائرة عن مهنتي
او اي غريب آخر

لذا اخذت اتفنن بلعبة البحث عن وظيفة اخرى
خاصة مع اناس يتم معهم التعارف للمرة الأولى أو الأخيرة
فمرة اعلن انني مدرسة موسيقى ، او رسم ، او تربية بدنية
أو لغة انجليزية
أحيانا اذكر  كتاباتي (الصحفية) أو مغامراتي  كمذيعة
هنا ترتسم ابتسامة ثقة وارتياح على وجه من يحدثني
لأنني اخبرته بما يتوقع تماما
لكنني وقعت في مازق جديد
إذ كان علي احيانا التعرض لنفس الموقف حين افصح عن جنسيتي المصرية
فشكلي بالنسبة للمقيمين حيث انا الآن اما لبنانية او تونسية واحيانا هندية
ينقذني من ذلك تعقيبي الفوري بأنني من (الإسكندرية)
كم مرة تعرضت لذلك الموقف مع الغرباء
لم اعد استطيع العد
الآن انا مطالبة بالإثبات
انني مسلمة ومصرية ومدرسة للغة العربية
كلمتي لم تعد كافية
والإثبات الشكلي والمظهري الذي يريده الاخرون
ليس من ضمن قناعاتي الشخصية
او طريقتي في الحياة
طبعا اللهجة تنقذ مسالة الجنسية
أما فكرة الدين
أعتقد انها شاني الخاص
اما كوني ضليعة بقواعد اللغة العربية
فكثيرا ما كان علي بذل جهد اكبر وأكثر بكثير من زميلاتي (المخمرات والمنتقبات) لإثبات تفوقي في مجال تخصصي
والذي اخترته عن حب وقناعة
(كنت ساذجة( علامات الدهشة والذهول كانت تعاود الظهور مع كل اكتشاف لمهاراتي ليس في التدريس فحسب او كمية المعلومات
ولكن في كيفية التعامل والقدرة على توصيل (المعلومات الجامدة) بطرق مبتكرة وسلسة
في احدى مرات عودتي من القاهرة الى الكويت
رفض ضابط الجوازات المصري (خفيف الدم) ختم جواز سفري إلا بعد أن اجبته عن سؤال
في قواعد اللغة العربية
ربما ليتاكد من ان هويتي في الجواز السفر ليست مزورة

المسالة الأكثر تعقيدا (ليس بالنسبة لي) تدريس مادة التربية الإسلامية
وكانه من المفترض ايضا
أنني لا اعلم شيئا
عن الدين الذي نشات عليه
وتعلمته في المدارس
وحفظته اكثر من الأفلام والمسلسلات العربية الدينية
"فجر الإسلام " " وأغاني ياسمين الخيام "دعوة إبراهيم ونبوءة موسى " وغيرها
فضلا عن انه بالطبع هناك ما يسمى بالكتاب المدرسي والتحضير المسبق للدروس
ومؤخرا حضور دورة لتعلم تجويد القرآن
على العموم
انا احمل عن جدارة لقب (الأبلة جيهان) مدرسة اللغة العربية
اللي للأسف وللعار والشنار
بتحط كالونيا

وللحديث بقية