ألم أقل لكم ؟

ورجعت أكتب تاني



اكتب اللي في نفسي بجد المرة دي



ولقيتني فتحت على نفسي وعليكم أبواب كتير



يمكن ما تعرفوش تقفلوها


الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

باب بيتنا وشارعنا وأشياء أخرى

باب بيتنا و شارعنا وأشياء أخرى

أشياء صغيرة

باب بيتنا مفتوح دائما، فنسينا أن للبيت باب.
باب بيتنا المفتوح دائما يترك بينه و بين الحائط فراغا مثاليا لإخفاء أشيائنا الصغيرة , تلك التي كان بإمكانها أيضا الاختفاء أسفل الدرج "خلف دراجة بائع الأنابيب القاطن بالدور الأسفل  أو دراجة بائع السمك القاطن بالدور العلوي.
خلف الباب المفتوح و أسفل الدرج المظلم  كانا من الممكن أن يظلا دائما أفضل مخبأ لأشيائنا الصغيرة ، لكن اختفاء شيء واحد كان كافيا لكي تتلاقى عيوننا بحثا عن مخبأ جديد ، فتصطدم بذلك الفراغ الصغير في الحائط .
فراغ صغير مظلم تخلف عن حجر انتزع من مكانه , ولم يعد له أبدا ، فراغ كان موجودا دائما ,دون أن نلتفت إليه ، ليس له باب مغلق لكنه كان كافيا جدا لتستقر به ( البلي, أغطية الزجاجات الفارغة , وأحجار خمسة)  نلعب بها "لعبةالمال" 
_  تلك اللعبة تجلب الفقر                                                 
هكذا قال آباؤنا؛ فأخفينا عنهم أحجارنا الصغيرة في مخبئنا الصغير.
كانت هناك تلك المرة الأخيرة التي أخفينا فيها أشياءنا الصغيرة في فراغنا الصغير المظلم لننساهما معا  الأشياء  و الفراغ ، في مرة أخرى أدركنا أن الفراغات الصغيرة المظلمة تصلح لإخفاء علب التبغ و أعواد الثقاب ,يخفيهما أخي الأصغر عن عيني والديّ ، ووالدي يمنحه الآن علب التبغ الأجنبية , التي يجدها على المراكب الآتية من الجانب الآخر للبحر ،  ليس لأن أبي لا يدخن ، 
و لكن لأن أبي لا يدخن سوى التبغ المحلي.
والفراغ الصغير المظلم أفسح مكانا جديدا لأصابع تلوين الشفاه أخفيها عن عيون أخي الأكبر . أخي الأكبر منع أصحابه من الحضور لاصطحابه من أمام باب البيت المفتوح , كان ذلك حين التقط له أحدهم صورة وهو واقف أمام البيت فبدا كمن يقف أمام باب مغارة ، فالصورة أظهرت تلك الشقوق والفتحات والطلاء البالي للجدران , أظهرت تلك التفاصيل التي لم ننتبه لها من قبل، ربما لأننا لم نحاول ولو لمرة إلقاء نظرة على البيت من الخارج.

(24 ) شارع البقلي

24 هو الرقم المكتوب على باب بيتنا و على صندوق المهملات الجديد القائم أمامه ،  صندوق المهملات الجديد قائم أمام باب بيتنا بلونه الرمادي وغطائه الأزرق , منتصب كعساكر الأمن المركزي ، أو البواب الذي لم يكن لدينا أبدا. أسرعت أمي فجمعت بعض فضلات الطعام , وضعتها في كيس محكم الغلق عمّرت به الصندوق الجديد ، الصناديق الجديدة أظهرت مدى ضيق شارعنا واقتراب أبواب بيوته من بعضها البعض , أضفت  جوا غريبا على الشارع و الناس، فالشارع أزال عنه الكنس المستمر ترابه القديم , فأظهر الحفر و الشقوق و الأرض المتعرجة , أما الناس فقد قام كل منهم بوضع رقم بيته على الصندوق الذي أمام الباب تأكيدا للملكية ، وإمعانا في التأكيد  أخذوا يتفننون في إضافة الكلمات والرسوم والألقاب الغريبة على الصناديق , كان كل رسم جديد صكا من صكوك الملكية , وإعلانا بالحرب على كل من يتعدى عليها ،  الجزار القاطن بآخر الشارع طبع كف الدم الشهير على صندوقه ,أما بائع الدراجات فربط الصندوق بجنزير حديدي في باب بيته .
 في الأيام التالية , تغير شكل الصناديق تماما , لم عد ترتدي الزي الرمادي الموحد أصبح هناك مهرجان حقيقي للرسوم والألوان.
في أحد الصباحات استيقظ أهل الشارع على أصوات عالية بدأت بصراخ امرأة وجدت متسولا نائما في الصندوق حين فتحته في الصباح .
ربما يعني هذا أن الصناديق المصفوفة أمام أبواب البيوت , من الممكن أن تسكن في المساء بأشخاص حقيقية .

شارع "البقلي"

ذلك هو اسم شارعنا , تراه مكتوبا على لافتة خضراء مصلوبة في أوله أو آخره , يتوقف ذلك على الجهة التي تختارها للولوج إليه أو الخروج منه  , مكتوب أيضا في البطاقة الشخصية , في الاستمارات التي نملؤها , والفواتير التي ندفعها ,على مظاريف الخطابات التي نرسلها أو نستقبلها ، يخطئ في لفظه و كتابته من يجهلونه ، أما نحن من نعرفه جيدا فلن نستطيع إخبارك عن معناه لأننا نجهله.





الأبواب المغلقة  والخزائن ذات الأقفال أماكن تصلح لإخفاء الأشياء الكبيرة ,  تصلح أكثر للإغواء بفتحها , وكشف كل ما فيها.
هكذا خطر ببالنا.
لذا حين كبرت أشياؤنا , قررنا أن نظل صغارا؛ ربما لأن الكبار وحدهم يجرؤون  على كسر جميع الأقفال , وفتح كل الأبواب المغلقة , لكنهم لا يجرؤون أبدا على مد أيديهم داخل فراغ صغير مظلم مفتوح دائما.

هناك 5 تعليقات:

أحلام يقول...

قلم رائع يرسم بالحرف لوحة تعج بالتفاصيل الصغيرة
تلك التفاصيل التي تأخذنا للصورة وتدخلنا رغما عنا فيها
لم يجعلنا نعيش الحرف نتخيله ..نحس اننا نعيش كل تلك التفاصيل
كلمات متفردة أبداعا
وحروف ستبقى بصدقها ساطعة
تدل على شفافية روح تكمن وراء الحروف
لك تحيتي سيدتي
وكل ودي واحترامي

العنقاء يقول...

ميرسي احلام
وفي منتهى السعادة لحضورك صديقة أولى لحروفي
بتلك المدونة
محبة تفوق الوصف

maxbeta3zaman يقول...

ياه يجيهان ده انت كاتبه مقال متينة ووصفك لاسكندريه وشوارعها (شارعكم) فيه صور وأحاسيس متعمقة وبما أنك تعرفين المال والسبع طوبات فلا بد انك تعرفين لعبة ولا ينزل ولا يتزلزل حيث كان يصيح قائد العصابة الراكبه : ولا ينزل ولا يتزلزل الا بابو الريش ..ينزل بشويش ويطلع بشويش ..زى حرامى الجبنه والعيش ...ثم يصيح فيهم شاخطا ومستفسرا أكلتم فترد العصابه :هوووه ويسأل ثانية شربتم ؟ فيردوا :هوووه فيأمرهم : طب غموا خيولكو لحسن الديب طالع ياكلكو..هذه لعبة شهيره كنا نلعبها فى شوارع محرم بك فى الخمسينات من القرن الماضى ..وهناك ايضا لعب القصب الكسر والنشان حيث كان عم انور يفرد قطع القصب الأحمر المخطط على قفص من الجريد فى شارع بوالينو والصبية حوله يتبارون كسرا أو نيشانا بالمليم الأحمر الذى يحمل صورة الملك فاروق (كان من النحاس الأحمر الخالص )وقد أفردت للعبة القصب هذه 2 بوست فى مدونتى اظنهما فى عام 2008 باسم العاب سكندريه قديمه تحيتان منى لك اولاهما على تفضلك بزيارة مدونتى ودكانى المتواضع وثانيهما على قلمك الرشيق المتعمق فى التفصيلات الشعبية التى هى جوهر مصر وسر جمالها

maxbeta3zaman يقول...

كمان عاوز اقول حاجه تانيه صعبت على التعليق عندك هي موضوع تأكيد الكلمة اللى هو شوية شخابيط كده للتأكد من انك انت انت فعلا ونظرك 6 على سته فى حل الشخابيط بالحروف الانجليزى ...وهذا فيه صعوبه لأنها عادة ما تكون ملخبطه يصعب على اولى النظر الحاد تفسرها وفك طلاسمها ...وقد وقعت فى هذا المطب بداية عهدى بالمدونات - حتى كتبت فى رفعها زجلا - من فرحتى بشيل هذا الكرسى الخاص بالمعوقين الذى يرمز لتعجيز من يعلق على البوستلا عندك الحل الهو الذهاب الى صفحة البلوج الرئيسية واختيار setting comment
then word varification
then show word
then slect NO from the 2 choices you find there
بهذا تتخلصين من تأكيد الكلمه المزعج الذى يمنع القراء من كتابة التعليق بمجرد رؤيته هناك ويمقق عين اولى النظر الضعيف وعقبال عندك لما تفرحى بشيل هذا العائق المزعج ...الأكثر ازعاجا هو انها انجليزى والجهاز عندى فيه مشكلة فى التحويل من العربى للأنجليزى وبيهنج ساعات كما الحمار المزرجن على واحدة من اللغتين ودلوقتى هو علق وهنج على العربى وموش عارف اخلع عشان اكتب الوورد فاريفيكيشن دى

العنقاء يقول...

عزيزي ماكس بتاع زمان
لا تتخيل مدى سعادتي بوجودك في المدونة
على العموم الابتسامة المرتسمة على وجهي الآن دليل على ذلك
لكن في مسألة الألعاب يبدو ان هناك فارقا كبيرا في مسالة الأجيال
هذا أسعدني أكثر في الواقع لأنك نقلت لي خبرة أخرى لم اعرفها
واكيد ساكون زبونة دائمة لدكانك الحميم
شكرا طبعا على النصيحة الإلكترونية
ساحاول تطبيقها
تحياتي