ألم أقل لكم ؟

ورجعت أكتب تاني



اكتب اللي في نفسي بجد المرة دي



ولقيتني فتحت على نفسي وعليكم أبواب كتير



يمكن ما تعرفوش تقفلوها


الجمعة، 17 ديسمبر 2010

ساعات السفر أو ثلاث نهايات للحكاية

ثلاث نهايات للحكاية

(ساعات السفر)
 
         السفر.. كلمة كان لها وقع غريب على أذنيها ، ستسافر وحدها, أخيرًا.
          الأيام التي سبقت موعد السفر, كانت كالدهور بالنسبة لها, لم تعد تفكر أو تتحدث إلا عن ذلك اليوم. في الليلة السابقة لموعد السفر, لم تذق النوم, وحين غلبها النعاس للحظات رأت نفسها تتأخر عن الموعد, والطائرة تحلق بعيدًا من دونها.أطلقت شهقة خافتة, انتفضت, هبت مذعورة من مكانها, عاودت تفحص حقيبتها الصغيرة, أوراقها, ودعت الجميع وانطلقت إلى المطار قبل موعدها بساعات.. لم تتوقف عن التمتمة والدعاء.. تتمنى أن تغمض عينيها وتفتحهما فتجد نفسها هناك.. في ذلك البلد البعيد.. والغريب عنها تمامًا. حين ركبت الطائرة تفحصت الوجوه حولها.. معظمها وجوه مألوفة, الابتسامة الشجية نفسها, قسمات التعب القديم نفسها. أدارت وجهها تجاه النافذة.. أرسلت بصرها خلال السحاب, ثم خلال البحر.. تتلهف على الوصول إلى الشاطئ الآخر منه. حين نزلت من الطائرة.. ابتسمت حين رأت من حولها كل الوجوه الغريبة.. أخذت نفسًا عميقًا من الهواء الجديد, لكنها لم تكد تخطو خطوات قليلة حتى شعرت بمرارة تملأ حلقها. تذكرت دعابة مواطنها الجنوبي, لم تستطع السخرية منها, كعادتها وهي تبحث في حقيبتها عن بعض حبات السكر.. وجدت يده تمتد لها بقطع السكر.. لم تعترض حين عرض عليها أن يقتسماها معًا. طيلة ساعات السفر .. كان وجهًا وحيدًا مألوفًا.. وسط كل الوجوه الغريبة.

***
          حين جلسا سويًا على شاطئ البحيرة.. كان المساء.. الصفحة الساكنة الأضواء المتلألئة على الجانب الآخر.. كم كان عددها          سألها أن تلقي عملة معدنية في المياه, تغمض عينيها, تهمس بأمنية, حفرا اسميهما على الرمال.. وعلى صخرة صغيرة دفناها في الرمال.
          طلب منها أن تتذكر مكانها, تستخرجها منه حين تعود مرة أخرى, ومرة أخرى.
          كان هناك موعد جديد للسفر. في المطار.. زيّن كراساتها بكلماته.. أهداها وردة حمراء.. ثم لوح لها كثيرًا حتى صارت طائرتها نقطة سوداء في الأفق.. ما لبثت أن اختفت تمامًا.

نهاية1

          ظل بصره معلقًا بالسماء لحظات أخرى, أما هي فلم تكف عن قراءة كلماته في كراستها, أو تحسس الوردة النائمة فيها, وهي تستعيد كل اللحظات التي قضياها معًا. حين نزلت من الطائرة, كانت كل الوجوه حولها مألوفة, لكنها شعرت بطعم المرارة يتضاعف بداخلها. خطاباتها إليه كانت تستقر, بعد قراءتها أسفل وسادته, خطاباته إليها كانت تستقر في دولاب والدتها دون أن تقرأ منها حرفًا. كان هناك ذلك الوقت الذي كف كل منهما فيه عن إرسال الخطابات, ربما كان يتذكرها كلما مر بالبحيرة في المساء. ربما ظلت تتذكره كلما قلبت أوراقها فوجدت كراسة بها كلمات عذبة, ووردة ذابلة, أو كلما سمعت دعابة المواطن الجنوبي عن الغربة.. وحبيبات السكر.

نهاية2

          ظل بصره معلقًا بالسماء للحظات أخرى قبل أن يمضي إلى ممر آخر, يستقبل طائرة قادمة, بها وجه مألوف يبحث عن وجه مألوف وبعض حبيبات من السكر.وهي, تعددت البلدان الغريبة التي سافرت إليها.. تعددت الوجوه المألوفة التي سكنت إليها.. وتقاسمت معها حبيبات السكر طيلة ساعات السفر .
          ربما لم يتذكرها أبدًا.. ربما تذكرته مرة حين أتت إلى البلد نفسه, أو هي تقلب كراستها المليئة بكلمات وورد.

نهاية3
          اختفت طائرتها تمامًا.. أسرع بإرسال أول رنين لها من هاتفه المحمول, فجاوبته برنين مماثل.




هناك تعليقان (2):

أحلام يقول...

غريبة هي المشاعر التي اثارتها حروفك بداخلي
دفعت بصور كثيرة كانت بذاكرتي
ليال طويلة من الغربة والعد على قلبي مرت
ووحدة مرة أحاول أن أغالبها
ولكن اتدرين سيدتي مايفرح في حرفك أن هناك دوما كان من ينتظرها...أمل تمضي به ايامها
أما أنا فلا ينتظرني من غربتي أحد ...انها وجع دائم بلا أمل
تغيبين وتعودين برائع الأحاسيس تنثرينها
تحيتي لقلمك الرائع واسمحي لي ان اشاركك التمتع به ...
صادق امتناني لحرف بت أحب وقع نغماته

العنقاء يقول...

عزيزتي أحلام
السفر دائما يحمل في طياته ذلك الوعد
بالتغيير
بحياة جديدة
مولد جديد
الأمل نحن من نصنعه
بالقدرة على المقاومة
والمخاطرة بالتغيير غير الآمن
بدلا من الارتكان لاستقرار يسرق حتى الانفاس الباقية