ألم أقل لكم ؟

ورجعت أكتب تاني



اكتب اللي في نفسي بجد المرة دي



ولقيتني فتحت على نفسي وعليكم أبواب كتير



يمكن ما تعرفوش تقفلوها


الجمعة، 31 ديسمبر 2010

أحلام على وجه العام الجديد

أحلام على وجه العام الجديد "

" قد إيش كان في ناس ......... عالمفرق تنطر ناس وتشتي الدني ويحملوا شمسية وأنا بأيام الصحو ماحدا نطرني " ها نحن في ديسمبر ، ينبعث الصوت الفيروزي من المذياع ناشرا دفئا محببا رغم زخات المطر ، ربما لأن شتاء الإسكندرية ليس كأي شتاء آخر ، دفء منبعث من نسمات الأبيض المتوسط ، أو
ربما من أنفاس البشر المنتشرين ، أضواء المحال ، والملابس الشتوية الأنيقة المعروضة ، مرآها وحده كان ينشر في نفسي وروحي الدفء ، وكأن شوارع الإسكندرية بطانية كبيرة تحتويني ، بطانية مزدانة باللون الأحمر ، زينة أعياد الكريسماس التي اقتربت ، وجوه باسمة لبابا نويل تطل من جميع الواجهات بذقنه القطنية البيضاء الدافئة وطرطوره الأحمر المبتهج ، وبسمته الحنون التي تعد بتحقيق كل الأحلام ، تنتصب وراءه شجرة الكريسماس المتلألئة بعشرات النجوم الفضية والكرات الذهبية والحمامات البيضاء . للهواء رائحة منعشة ، لقطرات المطر التي انزلقت من السماء منذ قليل ، أو تلك المختبئة بين الغيوم تنتظر اللحظة المناسبة ، و في الميدان الكبير المتسع "لمحطة الرمل" ، حيث تتغلغل رائحة الفيشار الطازج في الأنوف ، يغدو كارنفال حقيقيا للوجوه والملابس والمحال ، المارون كثيرون ، شباب يتمهلون أمام أبواب السينمات المتجاورة ، ينقلون أبصارهم بين الأفيشات الضخمة ، يتناقشون معا ، ينتقون أخيرا ثم يتوجهون إلى شباك التذاكر لحجز أماكنهم ، أسر تتجول بين المحال المختلفة ، فتيات يتنقلن كنحلات نشيطات بين تلك الموائد المفروشة على امتداد الشارع بالإكسسوارات وأدوات التجميل ، والكتب والمجلات ، والبوسترات الملونة للفنانين والفنانات وتقاويم العام الجديد . أتمهل مع صديقات الجامعة أمام تلك الرزم الصغيرة ، روزنامات صغيرة بحجم أوراق اللعب ، يحمل وجهها الأول صورة ، والوجه الآخر كل أيام وساعات ولحظات العام الجديد ، أقلب التقاويم والصور ، و أرقب بطرف خفي ما يختاره الآخرون ، كل صورة كانت تحمل معنى وإحساسا ، وذكريات ، و آمالا مؤجلة ، آمال تتضرع إلى العام الجديد أن يكون هو عامها المنشود ، عام تحقق الأحلام . أسهم تخترق قلوبا حمراء ، أياد متشابكة لعشاق صغار ، زهور ونباتات ، فراشات ، صور للفنانين :عرب وأجانب ، نماذج مصغرة للوحات شهيرة ، ألمح صديقتي تختار وجها لطفل صغير ينبع من عينيه نهران من الدموع ، أتعجب لاختيارها، وسرعان ما أتذكر السبب في الحزن النائم في عينيها ، حين تخرج تقويم العام الماضي ، كان هو من أهداها ذلك التقويم ، اشترياه سويا من نفس البائع ، صورة لطفلين صغيرين مشبوكي الأيدي والنظرات ، على ساعد الفتاة الصغيرة وشم لقلب كتبت فيه كلمة ( love) ، و أسفل الصورة كلمات باللغة الإنجليزية " معك أشعر بالأمان .......... لأنني أثق بك " انقبضت أصابعها فوق التقويم القديم تعتصره ، طوحت به بعيدا لتدهسه أقدام المارة ، وكأنها بذلك تطوي عاما كاملا من حياتها ، لكنني لمحتها تبحث بعينيها في التقويم الجديد عن تاريخ ميلاده ، وهي تستعيد كل الذكريات ، أحاول الانشغال عنها بالبحث في الصور عما سأختاره هذا العام لنفسي ، تنفلت مني ابتسامة وأنا ألمح تلك المراهقة الصغيرة تشتري كل الصور التي يطل منها المطرب الشاب الجديد بأوضاع مختلفة ، أختار بعض التقاويم التي تحمل صورا لأطفال ولمناظر طبيعية ، أبتعد أنا وصديقاتي وكل منا تمسح بعينيها تواريخ العام الجديد ، يحمل لها كل تاريخ حلما تتمناه ، هنا سيكون الاحتفال بعيد ميلادي ، وفي هذا التاريخ ستبدأ الامتحانات ، أما في ذلك التاريخ سأكون قد حصلت على شهادتي الجامعية ، حلم التخرج الذي روادني سنينا ، سيتحقق أخيرا ذلك العام ، تاركا الفرصة لأحلام جديدة كي تنبت ، وتشغل العقل والقلب والروح . خالي يحلم أن يكون العام الجديد هو عام زواجه من خطيبته الجميلة ، و صديقتي الأخرى تنتظر التخرج ليتقدم حبيبها بطلب الزواج ، جدتي تتمسك بالحياة من أجل أمل بعودة ابنها المسافر واستقراره بجانبها ، وأبي يتمنى أن يحقق له التقاعد راحة وهدوءا يحلم بهما منذ سنين ، أخي الصغير يأمل بدراجة تهدى إليه في ذلك العيد ، وجارتنا العروس تهفو إلى مولود جميل تستقر صورته الصغيرة بجانب صورة زفافها الملونة . كانت تلك هي أمنياتنا المشروعة ، بسيطة ومتواضعة ، كتلك الكلمات التي كنا نتغنى بها : " بأحلم على قدي بشراع يعديني بشموع تدفيني بعيون تصون ودي"

هناك 6 تعليقات:

maxbeta3zaman يقول...

أظن انك قد كتبت هذا الوصف الجميل لاسكندريه تحت المطر قبل الحادث الذى هز القلوب وجميل انك كتبتيه هكذا قبل الحدث ...لأن الحزن والألم غطى على بهجة استقبال عام جديد كان من المفترض ان يحمل معه أملا وأخبارا طيبه ...لكنى لما قرأت هذا الوصف ذى التفصيلات الدقيقه والصور المصاحبه والخلفيات المتخيله بصوت فيروز انتابنى شعور عام بالجمال برغم الحزن العام ..و تذكرت اننى دائما لا أحس جمال مدينتى الا بالابتعاد عنها لفترة ثم العوده لأتمشى على شاطئها فى الأماكن التى ذكرتيها بالضبط وأزيدها بالتوجه لبحرى حيث أرى اسكندريه على طبيعتها الشعبيه

العنقاء يقول...

عزيزي ماكس بتاع زمان
لقبك يبعث البهجة كل مرة احاول قراءته
المهم هذه الكتابة كانت منذ 3 سنوات
حين طلب مني كتابة مقال عن الشتاء والعام الجديد
لم اجد اروع من شتاء الإسكندرية او مظاهر بهجة الكريسماس فيها
انا لم احضر احتفالات راس السنة في مصر منذ سبع سنوات تقريبا
لكنني كنت احتفظ بتلك الصورة في القلب والروح
طبعا الاح في كل اجازة تلك التغيرات الى الأسوأ

على العموم
تحية بعمق البحر وطول الساحل من راس التين لأبو قير

أحلام يقول...

كثيرا ما نحتاج اوراقا بيضاء ننثر عليها ذكريات تسكننا غاليتي...
سطور فارغة نملأها بذكريات تسعدنا..
نملأها بلحظات نرفض ان تنتهي فينا
لحظات نريدها دوما فرحا لايغفو بداخلنا
لحظات قد تبدو حين حدوثها صغيرة ...عاديه أو مجرد احداث يوميه...أو مجرد ذكريات
ولكننا حين نبتعد بالعمر عنها
نراها تسكننا....تولد بداخلنا وتلدنا من جديد حين تزرع بسمة على شفاهنا
نبدأ نكتبها في محاولة لإستعادة احساسنا حينها
نبدأ بالحرف الأول
وتنساب الحروف...وربما هو الفرح ينساب فينا بسببها
وحروفك تجسد كل هذا
حرفك اتى بلحظات كنت اظنني نسيتها
مع حرفك استعدت فرحتي بها
وعشت معك ذكرياتك وكأني اراها
رائعة كالعادة سيدتي

العنقاء يقول...

الرائع هو مشاركتك لي احلام
في الحلم
والذكريات
امتنان ومحبة بالتمشية معي في دروووووووب الحكايات

Heba y. Elnil يقول...

جميل الخط ده
وجميلة لغتك وخلطتك اللي بحس معاها انها مزيج من كل شيء
بتديني كل حاجة في قصة
دمت رائعة

العنقاء يقول...

هابي
ميرسي يا جميل
وبما انك مبدعة صديقة
وعارفة كتابتي من زمان
يا ترى حسيتي بتغيير فيها ؟